عبد الناصر والإخوان المسلمين ( الحلقة الاخيره )
ملخص محاضرة صوتيه ومقروءة للدكتور / محمد يس
قلنا أن جمال عبد الناصر كان عضوا بالنظام الخاص وهو الجناح العسكري للإخوان المسلمين الذي أسسه الإمام الشهيد / حسن البنا لمحاربة الإنجليز ، وكان الإنجليز أصبحوا يعلمون أنهم لن يصبروا على ضربات الإخوان وحرب عصاباتهم ، وعلموا أنهم خارجون من مصر لامحاله وأن نظام الملك سينهار قريبا
فأرادوا أن يحققوا بعض المكاسب ، أولها أن خروجهم لا بد وأن يبدوا انه بسبب الضباط الأحرار وليس الإخوان ، ثانيا يضمنون نظاما يحمى مصالحهم ولايكون هذا النظام إسلاميا بالطبع ، فماذا يفعلون ؟؟
قام الإنجليز بالبحث عن شخصيه عسكريه في الجناح العسكري للإخوان ، يعشق الكرسي ويحب الزعامة ، فكرسي الحكم له بريق وحب الزعامة آفة ، ووجدوا ضالتهم المنشودة في جمال ، على أساس أن الأحرار سيقومون بانقلاب يطيح بالملك ويتولون أمر البلد بعد خروج الإنجليز ، وبذلك يكون خروج الإنجليز على يد الضباط الأحرار لا الإخوان المسلمين
وبذلك يخرج الإنجليز من مصر مخلفين نظاما تابعا لهم ينفذ ما يريدون وإن بدا أمام الجماهير عكس ذلك ، وكان الإخوان من ناحية أخرى يساندون الأحرار على أساس أن فيهم من هم أعضاء بالجماعه ، وعندما تؤول الأمور لهم سيطبقون المنهج الاسلامى الشامل في مصر ويحققون إقامة دولة الإسلام على أرضها
فابرم الإنجليز الصفقة مع جمال سرا ، وعلى الجانب الأخر استطاع جمال أن يجعل جموع الإخوان تحمى الثورة وهذا يطلق عليه في عالم السياسة ( سرقة الثورات ) ، أن تكون هناك ثوره اسلاميه وشيكه فيتم سرقتها وتحويلها إلى ثوره أخرى غير اسلاميه ، يتبناها نظام غير اسلامى يقمع أصحاب الثورة الحقيقيين
وحتى لا يلحظ احد انه هو رجل المرحلة القادم ، كان محمد نجيب هو الرئيس ، وجمال هو رئيس الوزراء إلى حين ، ويطلق عليها في السياسة ( مرحله توطيد الأركان ) ، وهى إحراق بعض كروت اللعبة والحفاظ على البعض الآخر
بدأ جمال يقوى من شوكته ، وأطاح بمحمد نجيب ، ثم جاء للسلطة ، واستبشر الإخوان خيرا على أساس انه واحد منهم وسيقوم بتطبيق البرنامج الاسلامى المتفق عليه
بدأ عبد الناصر ينجذب إلى الاشتراكية ويدير ظهره للاسلاميه، وبدأت تسيطر عليه فكرة الامبراطوريه العربية لا الإسلامية ، ومن المعروف عقائديا في إسلامنا أننا أي أمة العرب لا يجمعها إلا دين هذه طبيعتها كما ذكر الله لنا في قرانه ، وأراد جمال أن يجمع الدول العربية على أساس القومية لا الإسلام
وبدا يقترب من الدول صاحبه الفكر الماركسي وكانت الشيوعية في أوجها ، وحتى يطبق سياسته ذات المرجعية غير الاسلاميه في مصر كان يتوجب عليه القضاء على المشروع النهضوى الاسلامى الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين
وبصفته كان عضوا في الجناح العسكري بالجماعه في السابق ، فقد كان سهلا عليه توجيه الضربات لهم لأنه كان يعرف جميع تشكيلاتهم
وبدأ يكشر عن أنيابه للإخوان ، وقرر أن يزيحهم من طريقه ، ولكن كان لابد من المبرر الذي يجعل الشعب البسيط يقف إلى جواره ضدهم فقد كان الإخوان يعششون في قلوب الناس
فافتعل حادث المنشية وهى تمثيلية لاغتياله ، ثم الصقها بالجماعه ، وظهر أمام الناس إن هؤلاء الإخوان مجرمون يريدون أن يقتلوا رائد العروبة وقائد الثورة ومحرر الشعب المصري ، وألقى القبض على الآلاف منهم في عام 1954
وقام بإعدام ستة من قياداتهم شنقا عام 1954 وهم : المستشار / عبد القادر عوده ( حائز على جائزة الملك فيصل العالمية عن كتابه- التشريع الجنائي في الإسلام ) ، والشيخ / محمد فرغلى ( كانت انجلترا قد رصدت 10 آلاف جنيه مصري سنة 51 لمن ياتى به حيا أو ميتا لما رأوه من ويلات على يديه في القناة وسلمهم عبد الناصر رأسه دون أن تتكلف الخزانة البريطانية مليما واحدا ) ، وهنداوى دوير ، ومحمود عبد اللطيف ، ويوسف طلعت ، وإبراهيم الطيب
ثم صب على أعضاء الجماعة المحتجزون في سجونه كل أصناف العذاب والتي كانت كفيله بابادة شعوب بأكملها ، وكان يستعين بخبراء ألمان في التعذيب ، واقرءوا كتاب ( البوابة السوداء ) للأستاذ أحمد رائف
وأوحى إلى زبانيته بفعل ذلك ، وكان كل ذلك بأوامره وعلمه ، حتى أقدم في عام 1966 على إعدام ثلاثة من قادة الإخوان المسلمين شنقا أبرزهم الفيلسوف المفكر الشهيد / سيد قطب - مفسر القران الكريم-( فسره في الزنزانة ) ، ومعه الشيخ / عبد الفتاح إسماعيل ، و محمد يوسف الهواش
وروى أن زوجة عبد الناصر ( وقد كانت من الصالحات ) كانت تقول له : ابتعد عن رقبة سيد قطب يا جمال ، إلا مفسر القران يا جمال ، لكنه لم ينصت لنصحها ، وقامت مسيرات في أرجاء العالم الاسلامى لمنعه من إعدامه وتدخل بعض الرؤساء والملوك العرب للحيلولة دون إعدام المفكر الفذ دون جدوى
وروى الشيخ الازهرى الذي كان حاضرا شنق الإمام / سيد قطب انه قال له : قول يا أستاذ سيد لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فرد عليه الإمام / سيد قطب : يا فضيلة الشيخ أنا لم ياتى بي على حبل المشنقة إلا لا إله إلا الله محمد رسول الله
ثم جاءوه بورقه وقالوا له وقع عليها وسيعتبر الإعدام لاغيا وكان فيها ( أؤيد جمال عبد الناصر ) فرفض وقال : إن إصبع السبابة التي تشير لله بالوحدانية عند كل صلاة تأبى أن تمسك بالقلم و تكتب حرفا واحدا تؤيد به حكم الطاغية
وقال الشيخ الازهرى انه سمعه يتمتم : اللهم اجعل كل قطرة من دمى لعنة عليه إلى يوم القيامة ، اللهم انتقم لي منه في مثل هذا اليوم ، وتم شنقه يوم 5 يونيه 1966 اقرءوا كتاب ( سيد قطب من القرية إلى المشنقة )
وقد انتقم الله لدم الشهيد / سيد قطب واستجاب دعائه ، بعد عام واحد وفى 5 يونيه 1967سحقت قوات اليهود جيش عبد الناصر المدجج بالاشتراكية والماركسية ، وداست أقدامهم أفراده الذين كانوا يحملون في جيوبهم صور الراقصات والغانيات
وتورمت أقدام جند عبد الناصر وهى تفر أمام رصاص اليهود يتخطفهم من كل جانب ، نعم تورمت أقدامهم التي كانت تدوس على أوراق المصحف تكديرا ونكاية للمعتقلين الإسلاميين
فقد كانوا يقولون للجنود : حاربوا أيها الأبطال فمعكم الممثلة فلانه والمغنية فلانه ، وكان ذلك عبر التلفاز والراديو ، وقال الشيخ / علال الفاسى احد علماء أهل السنة والجماعة بالمغرب العربي معلقا على هزيمة 1967 : ما كان الله لينصر حربا يقودها قاتل سيد قطب
وقال الشيخ الجليل / محمد متولي الشعراوى معلقا على النكسة : أن الهزيمة كانت هزيمة للفكر الشيوعي الذي تبناه عبد الناصر وهزيمة للاشتراكية وهزيمة لمن حاربوا الله ورسوله في شخص الدعاة إلى الله
لكنه إخواني الكرام ، الإعلام العميل الذي يجعل من العملاء أبطالا ومن المخلصين لربهم وأوطانهم خونه
الإعلام الذي جعل من الراقصين والراقصات نجوما ومن دعاة الرجوع إلى الله ومنهجه و الإقتداء بالرسول وصحابته رجعيين ومتطرفين
يقول الرسول الأكرم : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، والأعلام العميل يقول : لا ، النجوم هم الراقصات والمغنيات ( النجم فلان والنجمة فلانه ) ، أرأيتم هذا العمى ؟؟
هذا الإعلام من كان المسئول عنه.. أتعلمون ؟ ، كان المسئول عنه هو نفس المسئول عن ( البيوت الأمنية ) أيام عبد الناصر ، هذه البيوت الأمنية كان يتم فيها تصوير الساسة الذين كانوا يجيئون لمصر في أوضاع مخلة مع راقصات وداعرات ، وتستخدم تسجيلاتهم للضغط عليهم في أمور شتى ولك أن تتخيلوا عندما يصبح الداعرون مسئولون عن الإعلام ، تلفازا وإذاعة
ماذا يعرضون لنا في وسائل إعلامهم إلا بضاعتهم وهى الدعارة ، بالله عليكم الم يكن ربنا رحيما بعبد الناصر ونظامه أن أصابه بنكسة واحده ، إن أمثالهم يستأهلون نكسات ونكسات وليست نكسة واحده
وهو ذاته الإعلام الذي جعل من عبد الناصر بطلا مغوارا ، وهو في حقيقته انه زعيم فسق بعد إيمانه و هزمه الله هزيمة عسكريه منكرة لم يتلقاها اى رئيس عسكري منذ أن خلق الله ادم وحتى وقتنا هذا ، وعلى يد من ؟ شذاذ الآفاق وحثالة البشر وأطلقوا عليها لقب ( النكسة )
ومن العجيب أن هذا الإعلام جعل الناس يهتفون بحياته بعد أن جر على شعبه وشعوب المنطقة عارا عسكريا لم يسبق له مثيل ، وخرج مذيع يقول : لتأخذ إسرائيل سيناء ، إنها حفنة من الرمال ، المهم أن يبقى لنا بطل الأبطال جمال ، ولو كان هذا حدث في دولة اوروبيه لحوكم المتسببون عسكريا عن الهزيمة ، وأعدموا في ميدان عام وعلى رؤوس الأشهاد لكننا فيما يبدو إننا ولا حتى في بلاد ( الواق واق )
وصدق الشاعر حين رأى الناس تهتف بحياة جلادها وجالب الهزيمة والعار لها ، فأنشد يقول متعجبا :
أنظروا الشعب ديون *** كيف يوحون إليه
ملأ الدنيا هتافا *** بحياة قاتليه
أثر البهتان فيه *** وانطلى الزور عليه
ياله من ببغاء *** عقله في أذنيه
وهو الرجل الذي علق علماء الامه ومفسر كتاب الله على أعواد المشانق ، وصب صنوف العذاب على رجالات ونساء الحركة الاسلاميه أمثال المرحوم الشيخ / محمد الغزالي والعلامة الدكتور / يوسف القرضاوى والمرحومة الحاجة / زينب الغزالي والمرحومة الحاجة / أمينة قطب و المرحومة الحاجة / عليه الهضيبى والمستشارون على جريشه وسالم البهنساوى ومنير دله وغيرهم آلاف من أتباع الركب الكريم ، ركب الأنبياء والرسل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ومات ولم تمت دعوة الله ، وانهارت نظريته في إمبراطوريه عربيه بدون إسلام ، بل وقامت إسرائيل في وجود عرب بدون إسلام ، مات ومازال بعض ممن عذبهم يعيشون بيننا يدعون إلى الله ، وكان عبد الناصر زبدا فذهب جفاء وكانوا هم ينفعون الناس فمكثوا في الأرض بإذن ربهم ، قال تعالى وهو يضرب لنا مثل الباطل المكنوس والحق الباقي ( الايه 17 من سورة الرعد ) ارجعوا لها بالمصحف الشريف
أما الدهماء من الناس والذين يعدوه بطلا كما سول لهم الأعلام العميل ، فهناك يوم ستقف فيها البشرية بين يدي الواحد الديان وستتعرى الأنفس كما ستتعرى الأجساد ، وسيعرف الناس يومها من المؤمن الحقيقي والخائن لله ورسوله ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
أعلم أن ما ذكرته مخالفا لما روج له الكاذبون ، لكنها الحقيقة المخفية عن الناس عن عمد وتربص ، وعندما بدأت رائحتها العفنة تفوح خرج علينا من هم من أتباع جمال يواصل الاستخفاف بعقول أجيالنا ويقول لنا : أن كل هذا تم بدون علمه ، والنكسة أيضا لم يكن هو السبب فيها ، ويقولون ذلك على أساس أننا بلهاء سنصدق ما يقولون ، أليس الكذب مرتعه وخيم ؟
وهناك حتى أفلام سينمائية تناولت ما كان يحدث في عهد جمال لمعارضيه من مجازر وحشية في معتقلاته لكنها إلى الآن ممنوعة في التليفزيون المصري لكن الفضائيات أذاعتها مثل ( إحنا بتوع الأتوبيس - وراء الشمس – الكرنك – ومسلسل الكهف والوهم والحب )
والله ، لقيت يوما احد الإخوان المسلمين منذ سنوات و كان عبد الناصر يشرف بنفسه على تعذيبه ، وسألته عنه ففوجئت انه يقول : عبد الناصر الله يرحمه ، فقلت مستغربا : بعد كل اللي عمله فيك ، فقال لي : يا محمد إذا ربنا رحم اللي عذبني يبقى حايعمل معايا أنا إيه
علاوة على أن المسلم لا يحمل ضغينة لأحد ، ويا محمد على الرغم من كل مساوئه فقد كانت له حسنات منها أنه لم يكن يحتسى خمرا أبدا ولم يكن يعاقر النساء ولم يكن له مال خاص ، ولم يكن لصا للمال العام ، وكان غيورا على أهل بيته فلم يكن يظهر امرأته على أحد من زواره من الساسة ، نذكر حسناته وندعو الله أن يغفر سيئاته ، هكذا يعلمنا الإسلام يا محمد ، أن أعفو عن من ظلمني ، فسكت و لم انطق بكلمه
نسأل الله أن يحفظ علينا إيماننا ، وألا يزيغ قلوبنا ، وأن يهدينا من ضلاله ويعلمنا من جهالة ، وأن ينصر من حمل دعوته ، ويهدى من حاربها وهو يجهلها ، ويقصم من حاربها وهو يعلمها ، وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وأن يرضى عنا في الدنيا و الآخرة ، وأن يتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين .. أمين
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment