1- al-I3tisam: 1/201
وعن أبي يزيد البسطامي رحمه الله ، قال : رأيت ربي في المنام ، فقلت : كيف الطريق إليك ؟ فقال : أترك نفسك وتعال ؟ وشأن هذا الكلام من الشرع موجود فالعمل بمقتضاه صحيح ، لأنه كالتنبيه لموضع الدليل ، لأن ترك النفس معناه ترك هواها بإطلاق ، والوقوف على قدم العبودية ، والآيات تدل على هذا المعنى ، كقوله تعالى : {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى*فإن الجنة هي المأوى} وما أشبه ذلك ، فلو رأى في النوم قائلاً يقول : إن فلاناً سرق فاقطعه ، أو عالم فاسأله ، أو اعمل بما يقول لك ، أو فلان زنى فحده ، وما أشبه ذلك ، لم يصح له العمل حتى يقوم له الشاهد في اليقظة ، وإلا كان عاملاً بغير شريعة ، إذ ليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي .
2- Fathul Bari: 19/469
( تنبيه ) : جوز أهل التعبير رؤية الباري عز وجل في المنام مطلقا ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأجاب بعضهم عن ذلك بأمور قابلة للتأويل في جميع وجوهها فتارة يعبر بالسلطان وتارة بالوالد وتارة بالسيد وتارة بالرئيس في أي فن كان ، فلما كان الوقوف على حقيقة ذاته ممتنعا وجميع من يعبر به يجوز عليهم الصدق والكذب كانت رؤياه تحتاج إلى تعبير دائما ، بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رئي على صفته المتفق عليها وهو لا يجوز عليه الكذب كانت في هذه الحالة حقا محضا لا يحتاج إلى تعبير .
وقال الغزالي : ليس معنى قوله " رآني " أنه رأى جسمي وبدني وإنما المراد أنه رأى مثالا صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسي إليه ، وكذلك قوله " فسيراني في اليقظة " ليس المراد أنه يرى جسمي وبدني ، قال : والآلة تارة تكون حقيقة وتارة تكون خيالية ، والنفس غير المثال المتخيل ، فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق ، قال ومثل ذلك من يرى الله سبحانه وتعالى في المنام فإن ذاته منزهة عن الشكل والصورة ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره ، ويكون ذلك المثال حقا في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي رأيت الله تعالى في المنام لا يعني أني رأيت ذات الله تعالى كما يقول في حق غيره .
وقال أبو قاسم القشيري ما حاصله : إن رؤياه على غير صفته لا تستلزم إلا أن يكون هو ، فإنه لو رأى الله على وصف يتعالى عنه وهو يعتقد أنه منزه عن ذلك لا يقدح في رؤيته بل يكون لتلك الرؤيا ضرب من التأويل كما قال الواسطي : من رأى ربه على صورة شيخ كان إشارة إلى وقار الرائي وغير ذلك . وقال الطيبي : المعنى من رآني في المنام بأي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله وهي مبشرة لا الباطل الذي هو الحلم المنسوب للشيطان فإن الشيطان لا يتمثل بي ، وكذا قوله " فقد رأى الحق " أي رؤية الحق لا الباطل ، وكذا قوله " فقد رآني " فإن الشرط والجزاء إذا اتحدا دل على الغاية في الكمال ، أي فقد رآني رؤيا ليس بعدها شيء .
وذكر الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة ما ملخصه : أنه يؤخذ من قوله " فإن الشيطان لا يتمثل بي " أن من تمثلت صورته صلى الله عليه وسلم في خاطره من أرباب القلوب وتصورت له في عالم سره أنه يكلمه أن ذلك يكون حقا ، بل ذلك أصدق من مرأى غيرهم لما من الله به عليهم من تنوير قلوبهم انتهى . وهذا المقام الذي أشار إليه هو الإلهام ، وهو من جملة أصناف الوحي إلى الأنبياء ، ولكن لم أر في شيء من الأحاديث وصفه بما وصفت به الرؤيا أنه جزء من النبوة ، وقد قيل في الفرق بينهما : إن المنام يرجع إلى قواعد مقررة وله تأويلات مختلفة ويقع لكل أحد ، بخلاف الإلهام فإنه لا يقع إلا للخواص ولا يرجع إلى قاعدة يميز بها بينه وبين لمة الشيطان ، وتعقب بأن أهل المعرفة بذلك ذكروا أن الخاطر الذي يكون من الحق يستقر ولا يضطرب والذي يكون من الشيطان يضطرب ولا يستقر ، فهذا إن ثبت كان فارقا واضحا ، ومع ذلك فقد صرح الأئمة بأن الأحكام الشرعية لا تثبت بذلك ،
قال أبو المظفر بن السمعاني في " القواطع " بعد أن حكى عن أبي زيد الدبوسي من أئمة الحنفية أن الإلهام ما حرك القلب لعلم يدعو إلى العمل به من غير استدلال : والذي عليه الجمهور أنه لا يجوز العمل به إلا عند فقد الحجج كلها في باب المباح ، وعن بعض المبتدعة أنه حجة واحتج بقوله تعالى ( فألهمها فجورها وتقواها ) وبقوله ( وأوحى ربك إلى النحل ) أي ألهمها حتى عرفت مصالحها ، فيؤخذ منه مثل ذلك للآدمي بطريق الأولى ، وذكر فيه ظواهر أخرى ومنه الحديث قوله صلى الله عليه وسلم " اتقوا فراسة المؤمن " وقوله لوابصة " ما حاك في صدرك فدعه وإن أفتوك ) فجعل شهادة قلبه حجة مقدمة على الفتوى ، وقوله " قد كان في الأمم محدثون " فثبت بهذا أن الإلهام حق وأنه وحي باطن ، وإنما حرمه العاصي لاستيلاء وحي الشيطان عليه ، قال وحجة أهل السنة الآيات الدالة على اعتبار الحجة والحث على التفكر في الآيات والاعتبار والنظر في الأدلة وذم الأماني والهواجس والظنون وهي كثيرة مشهورة ، وبأن الخاطر قد يكون من الله وقد يكون من الشيطان وقد يكون من النفس ، وكل شيء احتمل أن لا يكون حقا لم يوصف بأنه حق ، قال : والجواب عن قوله ( فألهمها فجورها وتقواها ) أن معناه عرفها طريق العلم وهو الحجج ، وأما الوحي إلى النحل فنظيره في الآدمي فيما يتعلق بالصنائع وما فيه صلاح المعاش ، وأما الفراسة فنسلمها لكن لا نجعل شهادة القلب حجة لأنا لا نتحقق كونها من الله أو من غيره انتهى ملخصا .
قال ابن السمعاني : وإنكار الإلهام مردود ، ويجوز أن يفعل الله بعبده ما يكرمه به ، ولكن التمييز بين الحق والباطل في ذلك أن كل ما استقام على الشريعة المحمدية ولم يكن في الكتاب والسنة ما يرده فهو مقبول ، وإلا فمردود يقع من حديث النفس ووسوسة الشيطان ، ثم قال : ونحن لا ننكر أن الله يكرم عبده بزيادة نور منه يزداد به نظره ويقوى به رأيه ، وإنما ننكر أن يرجع إلى قلبه بقول لا يعرف أصله ، ولا نزعم أنه حجة شرعية وإنما هو نور يختص الله به من يشاء من عباده فإن وافق الشرع كان الشرع هو الحجة انتهى . ويؤخذ من هذا ما تقدم التنبيه عليه أن النائم لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بشيء هل يجب عليه امتثاله ولا بد ، أو لا بد أن يعرضه على الشرع الظاهر ، فالثاني هو المعتمد كما تقدم .
1-Imam Syatibi menceritakan bahawa Abu Yazid Bistami r.a telah berkata: Aku telah melihat Tuhanku di dalam mimpi. Maka aku bertanya: Bagaimana cara untuk sampai kepadamu? Maka Ia berkata: Tinggalkan nafsumu dan marilah.
Imam Syatibi menjelaskan bahawa ungkapan seperti ini (tinggalkan nafsumu...) terdapat dalam Syara3 dan beramal dengannya adalah sahih kerana ia merupakan peringatan kepada petunjuk dalil dari al-quran atau sunnah. Ini kerana terdapat banyak ayat al-quran yang menunjukkan supaya meninggalkan hawa nafsu dan mengabdikan diri sepenuhnya kepada Allah.
Seperti firman Allah 79:40-41 dan seumpanya: " Dan adapun orang-orang yang takut kepada kebesaran Tuhannya dan menahan diri dari keinginan hawa nafsunya, maka sesungguhnya syurgalah tempat tinggal(nya). ".
Tetapi sekiranya apa yang dilihat dalam mimpi berkata: potonglah tangan fulan ni kerana dia pencuri atau tanyalah alim ni dan beramallah dengan apa yang dia cakap, atau rejamlah fulan ni kerana telah berzina dan sebagainya...ini semua tidak dibenarkan kecuali dengan ada bukti yang sah di alam nyata. Kalau dia buat tanpa bukti, maka dia telah membuat sesuatu yang tiada dalam syara', kerana wahyu telah pun terputus selepas Nabi s.a.w.
2- al-Hafizd Ibn Hajar memberitahu bahawa terdapat di kalangan ahli ta'bir yang mengharuskan mimpi melihat Allah s.w.t secara mutlak. Oleh kerana melihat zat Allah s.w.t adalah mustahil maka mimpi ini mestilah dita'wilkan.
Kemudian Ibn Hajar menukilkan pendapat ulama dalam perkara ini, antaranya Imam Ghazali yang menyatakan: sesiapa yang melihat Allah s.w.t dalam mimpi akan ditunjuk dengan perantaraan rupa yang boleh dilihat seperti cahaya nur dan sebagainya kerana melihat zat Allah yang suci dari bentuk dan gambaran adalah suatu yang mustahil.
Friday, February 27, 2009
Subscribe to:
Posts (Atom)